150. ابوبکر جوهری در کتاب «السقیفه و فدک» صفحه 98 مینویسد:
وحدثني حمد بن محمد بن يزيد، عن عبد الله بن محمد بن سليمان، عن ابيه عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، قالوا جميعاً: لما بلغ فاطمة عليها السلام اجماعابي بكر على منعها فدك، لاثت خمارها و اقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها، تطأ في ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله حتى دخلت على ابي بكر وقد حشد الناس من المهاجرين والانصار، فضرب بينها وبينهم ربطة بيضاء (قال بعضهم: قبطية وقالوا قبطية: بالكسر والضم) ثم انّت انة اجهش لها القوم بالبكاء، ثم مهلت وطويلا حتى سكنوا من فورتهم ثم قالت علیها السلام:
ابتدئ بحمد من هو اولى بالحمد والطول والمجد، الحمد لله على ما انعم وله الشكر بما الهم وذكر خطبة طويلة جيدة قالت في آخرها ـ [232] و الثناء بما قدم من عموم نعم ابتدأها و سبوغ آلاء أسدادها و احسان «تمام» منن اولاها، جم عن الاحصاء عددها، و نأى عن المجازاة مزیدها، و تفاوت عن الادراك ابدها، و استحذی الخلق بانزالها، و استحمد الى الخلائق باجزالها، و امر بالندب الی امثالها، و اشهد ان لا اله الا اللّه وحده لاشريك له، كلمة جعل الاخلاص تأويلها و ضمن القلوب موصولها، و ابان فى الفكر معقولها، الممتنع من الابصار رؤيته، و من الالسن صفته، و من الاوهام الاحاطة به، ابدع الاشياء لا من شيئى كان قبله، و انشأها بلا احتذاء مثله،و سماها بغیر فائدة زادته الا اظهار القدرته، و تعبداً لبريّته، و اعزازا لاهل دعوته، ثم جعل الثواب لاهل طاعته، و وضع العذاب على اهل معصيته، زيادة لعباده عن نقمته، و حياشة لهم الى جنّته، و اشهد ان ابی محمد اعبده و رسوله، اختاره قبل ان یحتبله، و اصطفاه قبل ان یبتعثه، و سمّاه قبل ان یستیبه، اذ الخلائق بالغیب مکنونة، و بستر الاهایل مضمونة «مصونة» و بنها یا العدم مقرونة، علما منه بمایل الامور، و احاطة بحوادث الدهور، و معرفة منه بمواقع المقدور، ابتعثه الله اتماما «لامره» وعزيمة على امضاء حكمه و انفاذا لمقادير حقّه، فرأى صلّی الله علیه و اله الامم فرقا فی ادیانها، عابدة لاوثانهاا، عکفا علی نیرانها، منکرة لله مع عرفانها فانار الله بابي(ص) ظلمها، و فرج عن القلوب بهمها وجلا عن الابصار غممها، ثم قبضه الله الیه قبض رأفة و اختیار، رغبة بمحمد عن تعب هذه الدار موضوعاً عنه اعباء الاوزار، محفوفاً بالملائکة الابرار، و رضوان الرب الغفار، و جوار الملک الجبّار، فصلی الله علیه، امینه علی الوحی و خیرته من الخلق و رضیه علیه السلام و رحمة الله و برکاته، ثم قالت علیها السلام:
و انتم عباد الله نصب امره و نهیه، و حملة کتاب الله و و حیه، امناء الله علی انفسکم، و بلغائه الی الامم حولکم، لله فیکم عهد قدمه الیکم، و بقیة استخلفها علیکم، کتاب الله بیّنة بصائره، و آی منکشفة سرائره، و برهان فینا متجلیّة ظواهره، مدیما للبریّة استماعه، قائدا الی الرضوان اتباعه، مؤدیا الی النجاة اشیاعه، فیه تبیان حج الله المنیرة، و مواعظه المکرورة، و محارمة المحذورة، و احکامه الکافیة، و بیناته الجالیة، و جمله الکافیة، و شرائعه المکتوبة، و رخصه الموهوبة، ففرض الله الایمان تطهیرا لکم من الشرک، و الصلوة تنزیهاً لکم من الکبر، و الزکوة تزییدا لکم فی الرزق، و الصیام تبیینا «تثبیتاً» امامتنا، و الحج تسنیة «تشییداً» للدین، و العدل تنسکا «تنسیقا» للقلوب، و طاعتنا نظاما للملة. و امامتنا لما «امانا» للفرقة، و الجهاد عزا للاسلام، و الصبر مؤنة للاستیجاب، و الامر بالمعروف مصلحة للعامة، و البر بالوالدین وقایة من السخطة، و صلة الارحام منسأة للعمر، و منماة للعدد، و القصاص حقنا للدماء، و الوفاء بالنذور تعریضا للمغفرة و توفیة المکاییل و الموازین تغییرا للبخسة، و اجتناب قذف المحصنات حجابا من اللعنة، و الجتناب عن شرب الخمور تنزیها من الرجس، و مجانیة السرقه ایجابا للعفة، التنزه عن اکل اموال الایتام و الاستیثار بفیئهم اجارة من الظلم، و العدل فی الاحکام ایناساً للرعیّة، و التبرّی من الشرک اخلاصاً للربوبیّة، فاتقوا الله حق تقاته، و اطیعوه فیما امرکم به فانما یخشی الله من عباده العلماء. ثم قالت علیها السلام:
انا فاطمة بنت محمد اقول عودا علی بدء، و ما اقول ذلک سرفا و لا شططا، فاسمعوا الی باسماع واعیة، و قلوب راعیة، لقد جائکم رسول من انفسکم، عزیز علیه ماعنتّم، حریص علیکم، بالمؤمنين رؤف رحيم فان تعزوه تجدوه ابي دون نسائكم «دون ابائکم» و اخا ابن عمى دون رجالكم، فبلغ الرسالة صادعا بالرسالة «بالنذارة» ناكبا عن سنن مدرجة المشركين، ضاربا لثبجهم، آخذا باكظامهم، داعيا الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يجذ الاصنام، وينكت الهام، حتى انهزم الجمع وولّوا الدّبر، وحتى تفرى الليل عن صبحه، و اسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وفهتم بكلمة الاخلاص مع النفر البيض الخماص، الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها مقذفة الشارب و لهزة الطامع وقبسة العجلا ن وموطأالاقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القد،اذلة خاشعين، تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم، فانقذكم الله بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بعد اللتياّ والتّي، وبعد ان منى بهم الرجال وذؤبان العرب، كلما حشوا «اوقدوا» نارا للحرب اطفأها الله «ا» ونجم قرن الضلالة، «ا» وفغر فاغرة من المشركين قذف اخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطاء صماخها «جناحها» باخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدودا دؤبا في ذات الله، و انتم في رفهينة ورفغينة «و انتم فی رفاهیة من العیش»، وادعون آمنون، تتوكفون الاخبار، وتنكصون عن «عند» النزال «و تفرون من القتال»
فلما اختار الله لنبيه (ص) دار انبيائه، و اتم عليه ما وعده ظهرت حسيكة النفاق، وسمل جلباب الدین «الاسلام» فنطق كاظم ونبغ خامل، وهدر فينق الكفر، يخطر في عرصاتكم، فاطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم، فوجدكم لدعائه مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، واستنهضكم فوجدكم خفافا، و احمشكم فوجدكم غضابا، هذا والعهدقريب، والكُلم رحيب، والحرج لما يندمل، فوسمتم غير ابلكم، واوردتموها شربا ليس لكم، والرسول لما يقبر بدار،ازعمتم خوف الفتنة،الا في الفتنة سقطوا، وان جهنم لمحيطة بالكافرين.
فهيهات منكم وكيف بكم، و انى تؤفكون وكتاب الله عز وجل بين اظهركم، قائمة فرائضه، واضحة دلائله نيرة شرايعه، زواجره واضحة، و اوامره لائحة،ارغبة عنه تريدون،ام بغيره تحكمون، بئس للظالمين بدلا، ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
هذا ثم لم تبرحوا ريثا ـ وقال بعضهم ـ هذا ولم يرشوا اختها الاريث ان تسكن نفرتها و میلس «و يسلس» قيادها، ثم اخذتم تورون وقدتها، تتهيّجون جمرتها، تشربون حسوا في ارتغاء، وتمشون لاهله وولده في الخمر والضراء، ونصبر منكم على مثل جزی «حز» المدى، ووخز السنان في الحشا.
ثم انتم اولاء تزعمون ان لا ارث لي، افعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم يقول الله جل ثناؤه: وَوَرِثَ سُلَیمَـانُ دَاوُدَ، [233] اختص من خبر يحيى وزكريا اذ قال ربّ هَبْ لِی مِن لَّدُنكَ وَلِیاًیرِثُنِی وَیرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِیاً [234] وقال تبارك وتعالى یوصِیكُمُ اللهُ فِی أَوْلاَدِكُم لِلْذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُْنْثَیینِ [235] فزعمتم ان لا حظ لي ولا ارث لي من ابيه «ابی»
اَفَحَكَم الله بآية اخرج ابي منها،ام تقولون اهل ملتين لا يتوارثان،ام انتم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من ابي صلى الله عليه وآله وسلم أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِیةِ یبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْم یوقِنُونَ. [236]
ايها معاشر المسلمة او ابتز ارثيه، أالله ان ترث اباك ولا ارث ابيه ـ فی نسخة یا ابن ابی قحافة اترث اباک و لا ارث ابی ـ لقد جئتم شيئا فريّا، فدونكها مرحولة محظومة مزمومة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد(ص)، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون ما توعدون، ولكل نبأ مستقر، وسوف تعلمون مَن یأْتِیهِ عَذَابٌ یخْزِیهِ وَیحِلُّ عَلَیهِ عَذَابٌ مُقِیمٌ. [237]
ثم التفتت الى قبر ابيها(ص) متمثلة بقول هند ابنة اثاثة:
قد كان بعدك انباء وهنبثة | لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
انا فقدناك فقد الارض وابلها | واختل قومك لما غبت وانقلبوا |
ابدت رجال لنا فحوى صدورهم | لما قضيت وحالت دونك الترب |
وزاد في بعض الروايات هنا:
ضاقت على بلادي بعد ما رحبت | وسيم سبطاك خسفا فيه لي نصب |
فليت قبلك كان الموت صادفنا | قوم تمنوا فاعطوا كلما طلبوا |
تجهمتنا رجال واستخف بنا | مذ غبت عنا فنحن اليوم نغتضب |
قال: فما رأيت اكثر باكية وباك منه يومئذ، ثم عدلت الى مسجد الانصار فقالت:
يا معشر البقية ويا عماد الملة، وحصنة الاسلام ما هذه الفترة في حقى والسنة عن ظلامتي؟اما كان لرسول الله(ص) ان يحفظني ولده ـ فی نسخة اما کان رسول الله (ص) ابی یقول: المرء یحفظ فی ولده، سرعان ما احدثتم وعجلان ذا اهالة، تزعمون مات رسول الله(ص) فخطب جليل استوسع وهنه، واستهتر فتقه، وفقد راتقه، وأظلمت الارض له، واكتأبت لخيرة الله وخشعت الجبال واكدت الآمال واضيع الحريم، و ارملت الحرمة، فتلك نازلة،اعلن بها كتاب الله في قبلتكم ـ افنيتكم ـ ممساكم ومصبحكم هتافا هتافا، ولقبله ما حلت بانبياء الله ورسله وَمَا مُحمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن ینْقَلِبْ عَلَى عَقِبَیهِ فَلَن یضُرَّ اللهَ شَیئاً وَسَیجْزِی اللهُ الشَّاكِرِینَ. [238]
ايها بنى قليلة أهضم تراث ابيه و انتم بمرءاً وبمسمع، تکبسكم الدعوة، ويشملكم الخبرة وفيكم العدة والعدد، ولكم الدار والجنن و انتم الاولى نخبة الله التي انتخبت وخيرته التي اختار لنا اهل البيت فباديتم العرب وبادهتم الامور وكافحتم البهم لا نبرح وتبرحون نامركم فتاتمرون حتى دارت لكم بنا رحا الاسلام ودر حلب البلاد وخبت نيران الحرب وسكنت فورة الشرك وهدت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين فانى جزتم بعد البيان و نكصتم بعد الاقدام بؤساً لقوم نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَیمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّة أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُؤْمِنِینَ .[239]
الا وقد ارى والله ان قد اخلدتم الى الخفض وركنتم الى الدعة فمحجتم الذي اوعيتم ولفظتم الذي سوغتم ف إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِی الاَْرْضِ جَمِیعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِی حَمِیدٌ . [240]
الا وقد قلت الذي قلت على معرفة منى بالخذلة التي خامرتكم وخور القناة، وضعف اليقين ولكنه فيضة النفس ونفثة الغيظ وبثة الصدر ومعذرة الحجة فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر ناقبة الخف باقية العار موسومة بشنار الابد موصولة بنَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَى الاَْفْئِدَةِإِنَّهَا عَلَیهِم مُؤْصَدَةَ [241] فبعين الله ما تفعلون، وَسَیعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَی مُنقَلَب ینقَلِبُونَ [242] و انا بنت نذير لكم بين يدى عذاب شديد فاعملوا انا عاملون وانتظروا انا منتظرون.
کشف الغمه جلد 1 صفحه 481 قال بعد نقله الخطبة:، هذه الخطبة نقلتها من کتاب «السقیفة» و کانت النسخة مع قدمها مغلوطة. فحقّقتها من مواضع اخر. (انتهی)